سورة الحجر - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحجر)


        


{الر} أنا الله أرى {تلك آيات} هذه آيات {الكتاب} الذي هو قرآن مبين للأحكام.
{ربما يودُّ...} الآية. نزلت في تمنِّي الكفَّار الإِسلام عند خروج مَنْ يخرج من النَّار.
{ذرهم يأكلوا ويتمتعوا} يقول: دع الكفَّار يأخذوا حظوظهم من دنياهم {ويلههم الأمل} يشغلهم الأمل عن الأخذ بحظِّهم من الإِيمان والطَّاعة {فسوف يعلمون} إذا وردوا القيامة وبال ما صنعوا.
{وما أهلكنا من قرية} يعني: أهلها {إلاَّ ولها كتابٌ معلوم} أجلٌ ينتهون إليه. يعني: إنَّ لأهل كلِّ قرية أجلاً مؤقَّتاً لا يُهلكهم حتى يبلغوه.


{ما تسبق من أمة أجلها} أيْ: ما تتقدَّم الوقت الذي وُقَّت لها {وما يستأخرون} لا يتأخَّرون عنه.
{وقالوا يا أيُّها الذي نُزِّل عليه الذكر} أَي: القرآن. قالوا هذا استهزاءً.
{لو ما} هلا {تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين} أنَّك نبيٌّ، فقال الله عزَّ وجلَّ: {ما ننزل الملائكة إلاَّ بالحق} أَيْ: بالعذاب {وما كانوا إذاً منظرين} أَيْ: لو نزلت الملائكة لم يُنظروا ولم يُمهلوا.
{إنا نحن نزلنا الذِّكر} القرآن {وإنا له لحافظون} من أن يُزاد فيه أو يُنقص.
{ولقد أرسلنا من قبلك} أَيْ: رسلاً {في شيع الأوَّلين} أَيْ: فِرَقِهم.
{وما يأتيهم من رسول إلاَّ كانوا به يستهزئون} تعزيةٌ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم.
{كذلك} أَيْ: كما فعلوا {نسلكه} ندخل الاستهزاء والشِّرك والضَّلال {في قلوب المجرمين} ثمَّ بيَّن أَيَّ شيء الذي أدخل في قلوبهم، فقال: {لا يؤمنون به} أَيْ: بالرَّسول {وقد خلت} مضت {سنَّة الأولين} بتكذيب الرُّسل، فهؤلاء المشركون يقتفون آثارهم في الكفر.
{ولو فتحنا عليهم} على هؤلاء المشركين {باباً من السماء فظلوا فيه يعرجون} فطفقوا فيه يصعدون لجحدوا ذلك وقالوا: {إنما سكِّرت أبصارنا}.


{إنما سكِّرت أبصارنا} أَيْ: سُدَّت بالسِّحر، فتتخايل لأبصارنا غير ما نرى {بل نحن قوم مسحورون} سحرنا محمد- صلى الله عليه وسلم- فلا نبصر.
{ولقد جعلنا في السماء بروجاً} يعني: منازل الشَّمس والقمر {وزيناها} بالنُّجوم للمعتبرين والمستدلِّين على توحيد صانعها.
{وحفظناها من كلّ شيطان رجيم} مرميٍّ بالنُّجوم.
{إلاَّ من استرق السمع} يعني: الخطفة اليسيرة {فأتبعه} لحقه {شهاب} نارٌ {مبين} ظاهرٌ لأهل الأرض.
{والأرض مددناها} بسطناها على وجه الماء {وألقينا فيها رواسي} جبالاً ثوابت لئلا تتحرَّك بأهلها {وأنبتنا فيها} في الجبال {من كلِّ شيء موزون} كالذَّهب والفضَّة والجواهر.
{وجعلنا لكم فيها معايش} من الثِّمار والحبوب {ومَنْ لستم له برازقين} العبيد والدَّوابَّ والأنعام، تقديره: وجعلنا لكم فيها معايش وعبيداً وإماءً ودوابَّ نرزقهم ولا ترزقونهم.
{وإن من شيء} يعني: من المطر {إلاَّ عندنا خزائنه} أَيْ: في حكمنا وأمرنا {وما ننزله إلاَّ بقدر معلوم} لا ننقصه ولا نزيده، غير أنَّه يصرفه إلى مَنْ يشاء، حيث شاء، كما شاء.

1 | 2 | 3 | 4 | 5